~ قـــــــمة الفــــــــرح ~
عندما يتحول مخك لجهاز تصويري يبتكر مليارات الصور...
وتتحول يدك لـ ‘طبّـاعة‘ أو رسول منفـّـذ يبتكر...
وتبدأ تحول كل ما يخطر بعقلك...
إلى رسوم ملموسة أمامك على ورقك...
فيقدر الآخرون أن يروا ما يدور في مخيلتك...
وتتحول رسومك إلى ‘نافذة‘ يقدر من خلالها من هو دون الأنا أن يرى ما يراه الأنا...
فيرقص الرصاص بين أصابعك ليجسد صورة البطل...
ويتراقص الحبر بين أناملك ناسجاً شعر الأميرة...
وتغزوا فرشاتك بياض المشهد ناثرة ألوان عالمهم الساحر...
وتسطر كلماتك حوارهم ساردةً قصة من قصص شهرزاد...
لحظة... يتحد فيها الخيال بالواقع...
وتولد تلك الأحلام التي شاهدتها يوماً منسابة بين يديك...
فيراها من هو دون الأنا...
فيعشقن بطلك الملايين...
وتأسر بطلتك قلوب المليارات...
وتحفظ القصة بكاملها الجدات...
وترويها كحكايةٍ من حكايات الزمان...
أرسم وأرسم وأرسم...
وأظل أرسم... زمجرة التنين...
وقسوة المشعوذات...
دموع الأسيرات على نوافذ قصور شهريار...
يركض الأهالي... وتتوالا العربات...
ثم أرسم وأرسم وأرسم...
يصرخ هو لـِما يراه من مفاجأة...
وتبكي هي تراجيديا المشهد...
يهللون جميعاً لمعرفة آخر الحقيقة...
يتذمرون من المسكينة "تمت"...
ويفرحون لأختها "سيتبع"...
ومازلت أرسم وأرسم وأرسم...
تغرد الصفحات نشيداً من حبر...
وتتطاير الأوراق مع رياح الخيال... إلى قمم الجمال...
ويزداد ألم اليد الأم... وهي منكبة على الرسم...
ألم عذب... ينتظر ثماره الملايين...